شرح الحديث الشريف” قد جاءكم رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه”

جاكان رسول الله محمد صلّى اللّه عليه وسلّم إذا جاء شهر رمضان يقوم بزف البشرى للمسلمين وعباد الله الصالحين بقدوم الشهر المبارك فقد جاء عن عن أبي هريرة أنه قال: لما حضر شهر رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها، فقد حرم “.

صحة الحديث الشريف

  • هذا الحديث الشريف صحيح وهذا هو السند الكامل للحديث ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْمَاعِيلُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَيُّوبُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي قِلَابَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الحديث الشريف قد جاءكم رمضان شهر مبارك).
  • وأبو قلابة هو عبد الله بن زيد الجرمي روايته عن أبي هريرة مرسلة.
  • أما إسماعيل: إسمه ابن إبراهيم المعروف بابن علية.
  • وأيوب: اسمه هو ابن أبي تميمة السختياني.
  • وحديث أبي قلابة عن أبي هريرة هو شاهد من حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (١٦٤٤).

شرح الحديث الشريف

  • في قوله تفتح فيه  أبواب الجنة يدل على أن أبواب الجنة كانت مغلقة، و هو غير منافي لقوله تبارك و تعالى: جنات عدن مفتحة لهم الأبواب [ص: 50 ]; حيث لا يقتضي  ذلك دوام كون الأبواب مفتوحة دائما .
  • أما عن قوله تغلق فيه أبواب الجحيم  فهو تبعيد للعقاب عن عباد الله، و فيما معناه أن أبواب النار كانت مفتوحة، وهو لا ينافي قوله تبارك وتعالى: حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها [الزمر : 71] ; فمن الممكن أن يكون هناك غلق لأبواب النار قبيل ذلك، وغلق أبواب النار في رمضانرمضان لا يعني أن موت الكفرة فيه لن يؤدي إلى تعذيبهم بالنار فيه; حيث يكفي في تعذيبهم فقط أن يتم فتح باب صغير من القبر إلى النار غير الأبواب المعهودة الكبار .
  • وقوله تغل يعني توثق بالأغلال، و هو ما لا يعني عدم الوقوع في المعاصي; حيث يكفي للوقوع في المعاصي  فقط النفس وخباثتها، ولا يجب أن تكون المعاصي جميعها بواسطة وسوسة شيطان، فمن المعروف أنه لم يسبق إبليس شيطان آخر، فكانت معصيته من قبل نفسه الأمارة بالسوء فقط لاغير .